سورة الزمر - تفسير تفسير القشيري

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (الزمر)


        


وَعَدَ المطيعين بالجنَّةِ- ولا محالةَ لا يُخْلِف، وَوَعَدَ التائبين بالمغفرة- ولا محالةَ يغفر لهم، وَوَعَدَ المريدين بالوجود والوصول- وإذا لم تقع لهم فترة فلا محالةَ مُصْدِقٌ وَعْدَه.


أخبر أنه يُنْزِلُ من السماءِ المطرَ فيُخْرِجُ به الزرعَ فيخضرّ، ثم يأخذ في الجفاف، ثم يصير هشيماً.....والإشاراةُ من هذا إلى الإنسان، يكون طفلاً ثم شاباً ثم كهلاً ثم شيخاً ثم يصير إلى أرذل العمر ثم في آخره يخترم.
ويقال إن الزَّرْعَ ما لم يأخذْ في الجفاف لا يُؤْخَذُ منه الحَبُّ، فالحبُّ هو المقصود منه. كذلك الإنسان ما لم يحصلْ من نَفْسه وصولٌ لا يكون له قَدْرٌ ولا قيمةٌ.
ويقال إن كَوْنَ المؤمنِ بقوة عقله يوجِبُ استفادةً له بعلمه إلى أَنْ يبدوَ منه كمالٌ يُمكِّنُ من أنوار بصيرته، ثم إذا بدت لائحةٌ من سلطان المعارف تصير تلك الأنوار مغمورة. فإذا بَدَتْ أنوارُ التوحيد استهلكت تلك الجملة، قالوا:
فلمَّا استبان الصبحُ أدرج ضوءُه *** بأَنواره أنوارَ تلك الكواكب


جوابُ هذا الخطابِ محذوفٌ.... أي أَفمن شرح اللَّهُ صَدْرَه للإسلام كمن ليس كذلك؟
لمَّا نزلت هذه الآيةُ سُئِلَ الرسولُ- صلى الله عيله وسلم- عن الشرح المذكور فيها، فقال: «ذلك نورٌ يُقْذَفُ في القلب» فقيل: وهل لذلك أَمارة؟
قال: «نعم؛ التجافي عن دار الغرور والإنابة إلى دار الخلود، والاستعداد للموت قبل نزوله».
والنورُ الذي مِنْ قِبَلِهِ- سبحانه- نورُ اللّوائح بنجوم العلم، ثم نورُ اللوامع ببيان الفَهْم، ثم نورُ المحاضرة بزوائد اليقين، ثم نورُ المكاشفة بتَجلي الصفات، ثم نور المشاهدة بظهور الذات، ثم أنوار الصمدية بحقائق التوحيد.وعند ذلك فلا وَجْدَ ولا فقد، ولا قُرْب ولا بُعْدَ كلاّ بل هو الله الواحد القهار.
{فَوَيْلٌ لِّلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُم مِّن ذِكِّرِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ فِى ضَلاَلٍ مُّبِينٍ}: اي الصلبة قلوبهم، لم تقرعها خواطرُ التعريف فبقيت عَلَى نَكْرَةِ الجَحْد..... أُولئك في الضلالة الباقية، والجهالة الدائمة.

3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10